Selasa, 15 Januari 2013

Posted by dr dihyah
No comments | 7:45 PTG
شاءت أقدار السماء أن يكون هناك التلازم بين اللغة العربية وبين الدين الإسلامي- وقد أكد هذا الوضع الواقع التاريخي- حيث أن الإسلام هو العامل الوحيد تدين له اللغة العربية، وإليه يرجع الفضل في انتشارها وبقائها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فقد سارت في ركاب الإسلامي أينما سار وحلت حيثما حل. ولو لاه لما كان لها شأن يذكر، إذ أنها في ظله أصبحت عاملا أساسيا لفهمه نظرا لارتباطها الوثيق بالقرآن الكريم.
ثم إن اللغة العربية من الدين الإسلامي لا تنفصل عنه ولا ينفصل عنها وهما من تفاعلهما ظلت كشجرة خضراء ممتدة الأغصان وارفة الظلال طيبة الأكل فهي لا تدين للإسلام بانتشارها فحسب. ولكنها تدين له كذلك بكل عواملها الأصلية التي نشأت أساسا لخدمة كتاب الإسلام.
وإذا كان القرآن الكريم بنزولها بلغة قريش قد استطاع أن يوحد لهجات القبائل العربية وحملها معه إلى مختلف الأقطار المفتوحة، واستطاع أيضا أن يحفظها من صروف الزمان وسيظل يحفظها إلى آخر الدهر، فإنه – بالإضافة إلى كل ذلك – قد تمكن من إرساء الدعائم والأسس جمعت المسلمين قاطبة من مشارق الأرض ومغاربها على وحدة التعبير والكتابة بالفصحى بل وجمعتهم على وحدة الفكر، بفضله أصبحت الأمة الإسلامية أمة واحدة لا فرق في ذلك بين أبيض وأسود.
يلاحظ هذا الواقع المستشرق الألماني بروكلمان (Karl Brockelmann) حيث يقول: «بفضل القرآن بلغت العربية من الاتساع مدى لايكان تعرفه أية لغة من لغات الدنيا. والمسلمون جميعا يؤمنون بأن العربية هي وحدها اللسان الذي أحل لهم أن يستعملوه في صلواتهم، وبهذا اكتسبت العربية منذ زمان طويل مكانة رفيعة فاقت جميع لغات الدنيا الأخرى.
وهكذا، مع نزول القرآن بهذه اللغة العربية ارتفع شأنها وأصبحت اللغة السائدة في بلاد العرب والمسلمين، بل وفي العالم الأجمع، كما أن لها فضلا كبيرا على نشر حضارة الفكر الإسلامي وتقدم العلوم والفنون والآداب المختلفة. لأجل القرآن ظهرت علوم القرآن كلها كما ظهرت علوم اللغة والنحو والصرف والبلاغة التى كانت أساسا لتفسير نصوص القرآن وفهمها. ومن أجله أيضا ظهرت علوم منهجية، وتقدمت علوم كثيرة واستحدثت أخرى تطبيقا لتعاليم القرآن، ولكل علم وفن من هذه العلوم الفنون رجاله وعلماؤه ليس هنا مجال ذكرهم. وكل مافي الأمر ظلت تلك العلوم وستظل إنجازا رائعا للعقلية الإسلامية، دينية في الدوافع، لغوية في العرض والمادة، علمية في المظهر، ومنطقية في المنهج، الأمر الذي دفع الأستاذ ت. ج. دي بور (T. J De Boer) ليسجل إعجابه تجاه علم النحو العربي قائلا:
"Grammatical science, limited as it was to the Arabic language, retained its peculiarities, upon which this is not the place to enter. At all events, it is an imposing production of the keenly observing and diligently collecting Arab intelligence, production of which the Arab might well be proud."
«برغم هذا كله احتفظ علم النحو بخصائص له، ليس هذا مجال الإضافة فيها. وهو على أي حال أثر رائع من آثار العقل العربي بما له من دقة في الملاحظة، ومن نشاط في جمع ماتفرق ويحق للعرب أن يفتخروابه».
وبقي أن نؤكد في النهاية إن هذا العامل الديني هو القوة المؤثرة الذي أدّى إلى انتشار العربية في إندونيسيا بالإضافة إلى العوامل الأخرى ومن ذلك:
1) العامل اللغوي، فقد أثرت اللغة العربية في اللغة الإندونيسية وأغنت خزائنها وذلك مثل دخول أصوات «الفاء» و«الشين» و«الزاء» و«الضاد»، وكذلك اقتراض الكلمات العربية التي لا تحصى.
2) العامل الاجتماعي، وقد أثبت التاريخ أن الإسلام دخل إلى إندونيسيا على أيدي العرب دعاة وتجارا في القرن الأول الهجري الموافق السابع الميلادي مما يعني أن المعاملات كانت بوسيلة العربية.
3) العامل التربوي التعليمي، وهذا يمثل الجانب المنهجي المنظم لتعلم العربية من خلال عملية التربية والتعليم في المؤسسات التعليمية الإسلامية التي اهتمت منذ قديم الزمان بتعليمها.

0 ulasan :

Catat Ulasan

Review Blog

Statistik Blog

Address

Dihyatun Masqon
Kampus Pusat ISID Gontor Demangan Siman Ponorogo 63471
Hp +628123410902

Email - goodwords.dimas@gmail.com