Rabu, 16 Januari 2013

Posted by dr dihyah
No comments | 6:26 PTG
شاءت إرادة السماء أن يكون هناك التلازم بين اللغة العربية والدين الإسلامي. فاللغة العربية ،وهي أطول اللغات الحية عمرا وأقدمهن عهدا، سارت فى ركاب الإسلام أينما سار وحلت حيثما حلّ، وهي لاتنفصل عنه كما أنه لاينفصل عنها، وهما من تفاعلهما ظلت كشجرة خضراء ممتدة الأغصان وارفة الظلال طيبة الأكل، فهي لاتدين للإسلام بانتشارها فحسب ولكنها تدين له كذلك بكل عواملها الأصلية التي نشأت  أساسا لخدمة كتاب الله وسنة نبيه حتى صارت لغة الفكر والعقيدة، بل  هي لغة الثقافة والحضارة. واستطاع الإسلام بذلك أن يحفظها من صروف الزمان وسيظل يحفظها إلى حيث ما شاء الله، حيث تمكن  من إرساء الدعائم  والأسس جمعت المسلمين قاطبة من مشارق الأرض ومغاربها على وحدة التعبير والكتابة بالفصحى، بل وجمعتهم أيضا على وحدة الفكر. بفضله أصبحت الأمة الإسلامية أمة واحدة لافرق فى ذلك بين أبيض وأسود. وقد لاحظ هذا الواقع المستشرق الألماني بروكلمان (Karl Brockelmann)  أستاذ اللغة العربية وآدابها بالجامعة الملكية ليدن، حيث يقول: (بفضل القرآن بلغت العربية من الاتساع مدى لايكاد تعرفه أية لغة من لغات الدنيا. والمسلمون جميعا يؤمنون بأن العربية هي وحدها اللسان الذي أحلّ لهم أن يستعملوه فى صلواتهم، وبهذا اكتسبت العربية منذ زمان طويل  مكانة رفعية فاقت جميع لغات الدنيا الأخرى)1
وهكذا مع نزول القرآن بهذه اللغة العربية، ارتفع شأنها وصارت اللغة السائدة فى بلاد العرب والمسلمين، بل وفى العالم الأجمع وأصبحت اليوم أكبر اللغات العالم انتصارا بعد الإنجليزية كما أن لها فضلا كبيرا على نشر حضارة الفكر الإسلامي وعلى تقدم العلوم والفنون والآداب المختلفة. وقد سجل جورج سرتون (George Sarton) هذه الحقيقة الفريدة عندما قال:
(Bahasa Arab merupakan bahasa sains internasional, sedmikian rupa hebatnya sehingga tidak akan dapat ditandingi oleh bahasa lain kecuali bahasa Yunani, dan itu pun tidak akan pernah dapat terulang sampai kapanpun. Bahasa Arab bukan merupakan bahasa satu kaum, satu bangsa, satu agama, tetapi merupakan bahasa dari beberapa kaum, bangsa, dan agama)

(إن العربية كانت لغة العلوم الدولية المتميزة لن تتكررمرة أخرى ولا توازيها أية لغة أخرى سوى اليونانية. واللغة العربية ليست لغة قوم معين ولا لغة شعب معين، كما أنها ليست لغة دين معين، بل هي لغة جميع الأقوام والشعوب، كما أنها لغة جميع الأديان)2
ولعل أوضح دليل على ذلك أن العربية فى فترة وجيزة، أقل من قرن، أصبحت لغة عالمية، واتخذتها الشعوب المفتوحة، مع ما لها من حضارة عريقة كالفارسية و اليونانية، بصدر رحب وأياد مفتوحة لتصبح لغة العلوم والأدب، ولغة الإدارة والشعائر الدينية. عن هذه الظاهرة الفريدة قالت المستشرقة الألمانية سيغريد هونكه (Sigrid Hunke) : (وكيف يستطيع المرء أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد؟، فجيران العرب أنفسهم فى البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة،حسبما كان يشكو أساقفة إسبانية بمرارة. فلقد اندفع الناس الذين بقوا على دينهم فى هذا التيار يتعلمون العربية بشغف، حتى إن اللغة القبطية، مثلا ، ماتت تماما، بل إن اللغة الآرامية، لغة المسيح، قد تخلت إلى الأبد عن مركزها لتحتل مكانها لغة محمد).3

من خلال ذلك العرض السابق فى إمكاننا أن نقول: إذا كان كثير من لغات العالم قد تعارضت لعوامل الانحسار والضعف، فإن اللغة العربية ظلت فى تاريخها الطويل وسيظل دائما – بفضل ما تحمله من الوحي – شامخة فى مواجهة التحديات الحضارية التي تحاول إضعافها أو النيل منها من أجل إضعاف رسالتها السامية لأنها أقوى من كل أسلحة الأعداء مهما كانت نوعية هذه الأسلحة، بل وسوف تستمر حية تواصل عطائها على مدى الدهر، فقد حصنها الله تعالى بقدرته وضمن لها الحفظ والاستمرار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
وقد سجلت دائرة المعارف البريطانية هذه الحقيقة قائلة:

(“Thus, in terms of the number of speakers and extent of its influence Arabic is by far the most important Semitic languages today and must be regarded as one of important word language”).5

 ( إن اللغة العربية اليوم سواء بالنسبة إلى عدد متحثبها و إلى مدى تأثيرها فى غيرها من لغات العالم فإنها تعد من من أعظم اللغات الفامية وينبغى أن ينظر إليها على أنها إحدى اللغات العظمى فى العالم)
ولعل ّ من أهم حيرة اللغة العربية أنها تهتم بالفعل كما تهتمّ

وفى دوره تؤكد لنا هذه الحقيقة عظيم المسؤولية عن تعليمها، وبدون مبالغة نقول: إن نشر اللغة العربية وتعليمها مسؤولية دينية وحضارية أمام كل مسلم ومسلمة. وانطلاقا من هذه المسؤولية اهتمت المجتمعات الإسلامية غير العرب بتعليم اللغة العربية إيمانا منها بأن اللغة العربية أولى الوسائل لا ثانية لها التي يتم عن طريقها فهم الإسلام وتشريعته وأحكامه وعقائده، وبأنها وسيلة التفاهم والترابط بين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها حيث أولت هذه المجتمعات عنايات كبرى بتدريس اللغة العربية فى المدارس والجامعات، علما بأن العربية هي لغة المستقبل وعن طريقها نبنى ونتطلع إلى مستقبل أفضل، فالإسلام دين وحضارة، واللغة العربية ما هى إلا لغة فكر عالمي إنساني متصل بكل قضايا الإنسان والحياة والمجتمع.


1. أنور الجندي، مقدِّمات العلوم والمناهج، م:4، دار الأنصار، القاهرة، د.ت،  ص: 127
2. قال جورج سارتون:
 (Arabic was the international language of science to a degree which has never been equaled by another language except Greek, and has never been repeated since. It was the language not of one people, one nation, one faith, but of many peoples, many nations, many faiths). George Sarton, Introduction to the History of Science, Baltimore, The Williams and Wilkins Co, 1927-1948, vol. 1 p: 16-18
3. سيغريد هونكه، شمس العرب تسطع على الغرب، آثر الحضلرة العربية فى أوربا. نقله عن الإلم
6. Encyclopedia  Britanica, Vol. 2,1971, p. 182.

0 ulasan :

Catat Ulasan

Review Blog

Statistik Blog

Address

Dihyatun Masqon
Kampus Pusat ISID Gontor Demangan Siman Ponorogo 63471
Hp +628123410902

Email - goodwords.dimas@gmail.com